كان يمشي في الشارع ويحمل بيده سيفاً.. جسده وملابسه ملطخان بالدماء.. ويردد بكل برودة أعصاب: هذا دم أولادي، قتلتهم لأنهم سبب عذابي. حتى آخر لحظة كان ضابط الشرطة يتعامل مع الرجل على انه مختل عقلياً لكنه سرعان ما تأكد انه يقف أمام سفاح ارتكب مجزرة بشعة حينما قتل أطفاله الثلاثة وطعنهم مائة طعنة.
وعلى الفور يصطحبه الضابط إلى قسم الشرطة ويبدأ بالحديث معه.. مع العلم ان الرجل رفض الحديث ولكنه سرعان ما عاود الكلام ليقول: اسمي أيمن أعمل سائقاً على التاكسي وقتلت أولادي بعد ان نهضت من نومي لأنهم سبب العذاب الذي أعيشه داخل المنـزل الضيق الذي يعشش فيه الفقر.. وراح بعدها أيمن يتهمهم بكلمات غير معروفة ليتوقف بعدها عن الكلام.
وفي اللحظة نفسها كانت تقف امرأة شابة في مركز الشرطة وتبلغ عن بعلها الذي قتل أولادها الثلاثة بعدة طعنات قاتلة بسيف كبير اشتراه في اليوم السابق للجريمة وأثناء نومها فوجئت ببعثرة في محتويات المنـزل وأصوات عالية وحينما نهضت من نومها فوجئت ببعلها يقتل أولاده داخل غرفتهم وحينما اعترضته قام بضربها بالسيف وأحدث بها إصابات بيدها وأغلق الباب على نفسه وأكمل قتل أولاده.
فراحت الزوج تستذكر صفات بعلها أيمن الذي كان محباً لأولاده ولعائلته لدرجة الجنون.. ولكنه ما لبث ان تغيرت علاقته بهم خصوصاً حينما تراجعت ظروفه المادية ودفعته إلى بيع سيارة الاجرة كي يتمكن من إعالة أسرته.. ومنذ ذلك اليوم تبدل أيمن وأصبح شخصاً آخر يتمنى لو أنه لم يأت إلى هذه الدنيا هو وأولاده.. حتى انه كان يغيب عن المنـزل لساعات ويأتي في منتصف الليل ليلقي بجسده المرهق على الأرض ويستسلم في نوم عميق.
وتضيف الزوج: كنت أخشى على أولادي منه لأنه كان يصفعهم بطريقة غريبة.. وكان يردد على مسمع الابنة الوحيدة له كلمات نابية ويوبخها وكأنها مذنبة أو إنسانة فاحشة.. وفي كل مرة كنت أتدخل فيها كان يصفعني ويرميني على الأرض.. إلى ان قررت في أحد الأيام أن ألجأ إلى منـزل أهلي تاركة له الأولاد.
ويا ليتني لم أتركهم للحظة واحدة، لأنه عندما عدت وجدتهم بحالة يرثى لها، الكدمات تنتشر في أنحاء مختلفة من أجسادهم فصرخوا حينما رأوني واختبأوا في حضني من شدة خوفهم.
أسرع المحققون إلى مكان الجريمة.. فكانت الدماء تفيض في المكان وجثث الأطفال ملقاة على الأرض تسبح في دمائها.. وخلال معاينة الجثث تبين ان الابن الأول (11 عاماً) طالب بالصف الخامس ابتدائي مصاب بأكثر من 100 طعنة في كل أنحاء جسده. والابنة الثانية (10 سنوات) رقبتها مفصولة عن جسدها.. أما الابن الصغير (10 أشهر) مصاب بعدة طعنات في جسده تعدت 100 طعنة.
وبعد المعاينة أضافت الزوج أن بعلها يعاني من أمراض واضطرابات نفسية منذ ثلاث سنوات وانه في أحيان كثيرة حاول أن يقتل أولاده، ولكن شقيقه أنقذهم من يده، ومرة أخرى حاول أيمن أن يقتل زوجه بسكين المطبخ ولكنها هربت.
ولكن ليلة الحادثة، تضيف الزوج، كان بعلي في حالة طبيعية لم تظهر عليه أية عوارض، تركت أولادي في غرفتهم ونام بعلي بجواري.. شعرت به يخرج من الغرفة إلى غرفة الأولاد وبعدها بدقائق معدودة فوجئت بإبني الكبير يصرخ فهرولت على الفور إلى الغرفة فوجدت بعلي أيمن يمسك سيفاً كبيرة ويقوم بطعن الأولاد.
صرخت بأعلى صوتي ولكنه قام بضربي بالسيف الذي كان يمسكه وأحدث بي إصابة، أخرجني بالقوة من الغرفة وأغلق الباب على نفسه، استغثت بشقيقه وعندما حضر كان بعلي قد انتهى من جريمته ولاذ بالفرار ومعه السيف.
وبمناقشة أيمن اعترف بجريمته وبأنه قتل أولاده لأنهم سبب المأساة التي يعيشها وأخذ يهذي بكلمات غير مفهومة.
وإزاء اعترافاته أمر الضابط بإحالته إلى النيابة التي أمرت بسجنه أربعة أيام على ذمة التحقيق
لا حول ولا قوه الا بالله
السبت يناير 14, 2012 1:36 pm من طرف رندووووووش
